فى امر قول مدد

من يقول في دعائه : مددٌ يا رسول الله ، لا يقصد إلَّا طلب الاستغفار له من رسول الله ﷺ ، وكذا الحظوة بشفاعته ﷺ...والقائل : مددٌ يا أولياء الله ...لا يُريد إلَّا أن يُمِدُّوه ويرشدوه ويعلِّموه ممَّا علَّمهم الله تعالى ... فالإغاثة من الخلق ليست كإغاثة الله تعالى لخلقه ، فهي لون من ألوان المساعدة ، والإرشاد ، والإعانة ، والتَّعريف ، وهي مندرجةٌ في إطار المساعدة والتَّعاون على البرِّ والتَّقوى ، مع الإيمان المطلق بأنَّ المُمِدّ في الحقيقة إنَّما هو الله تعالى ، كما قال سبحانه : كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً[الإسراء : ٢٠] ، " أي : أنَّ الله تعالى يُمدُّ الجميع بمُقوِّمات الحياة ، فمنهم مَنْ يستخدم هذه المقوِّمات في الطَّاعة ، ومنهم مَنْ يستخدمها في المعصية ، كما لو أعطيتَ لرجلين مالاً ، فالأوَّل تصدَّق بماله ، والآخر شرب بماله خمراً .
إذن : فعطاء الرُّبوبيَّة مدَدٌ ينال المؤمن والكافر ، والطَّائع والعاصي ، أمَّا عطاء الألوهيَّة المتمثِّل في منهج الله : افعل ولا تفعل ، فهو عطاء خاصٌّ للمؤمنين دون غيرهم"
📚 تفسير الشعراوي (الخواطر) (14/8440) .

Komentar